قضية الموت الغامض في دلجا… القصة الكاملة وراء المأساة

 

كل يوم كان بيحمل خبر وفاة جديدة. القرية كانت بتشيع الجنازة تلو الاخرى. ست اطفال كلهم براءة وحب للحياة حتى جاء الدور على الاب نفسه ليلحق بابنائه. مأساة مروعة هزتنا جميعا وملأتنا بالحيرة والاسئلة. والكل بيبحث عن اسباب الحادث. حتى كشفت وزارة الداخلية عن غموض الجريمة.

اتهموا الام بالجنون وقتل زوجها واطفالها الستة وودعوها مستشفى الامراض العقليه. ولكن ظهرت الحقيقه وثبتت برائتها مع ان نستكشف الاحداث من البدايه وحتى اكتشاف الحقيقه.

بدأت الواقعة يوم الجمعة 11 يوليو 2025 بوفاة الطفل محمد 11 عام بقرية دلكا بمحافظة المنيا، بعد نقله إلى المستشفى بعد ظهور أعراض مرضية عليه تمثلت في القيء والحمى والتشنجات واضطرابات الوعي، مما أثار شبهة وجود سبب غير طبيعي للوفاة. وتبع ذلك وفاة شقيقته ريم 10 أعوام وعمر 7 أعوام. وفي الأيام التالية استمر الموت يحصد أرواح باقي الأشقاء حتى 22 يوليو، حيث لحق بهم أخهم أحمد 5 أعوام، ثم رحمة 12 عام وفرحة 14 عام. وبعد أيام قليلة من وفاة أبنائه الستة لاحق بهم والدهم ناصر محمد علي يوم الجمعة 25 يوليو، متأثرا بنفس الأعراض التي ظهرت على أطفاله بعد أن تم نقلهم إلى مستشفى اسيوط الجامعي لتلقي العلاج. وبوفاته أصبحت الأسرة بكاملها تقريبا ضحية لهذه الجريمة الغامضة. في ذلك الوقت.

موت الأطفال الستة في أيام متتالية ووالدهم أثار لغطا كبيرا، وأصبح الجميع يتساءل عن الأسباب. وانتشرت الشائعات عن سبب وفاتهم هل هو مرض وبائي أو تسمم غذائي؟ ونفت وزارة الصحة في بيان لها أن تكون الوفاة سببها الإصابة بمرض الالتهاب السحائي، وأنها تتابع الواقعة وتجري تحقيقات ميدانية ومعملية للوصول إلى السبب الحقيقي لوفاتهم، حيث تم أخذ عينات من الأطفال لتحليلها وتحديد سبب الوفاة، وجاء تقرير الطب الشرعي ليحسم الأمر، حيث أثبت وجود مادة سامة وهي المبيد الحشري في العينات التي تم أخذها من جسمن الأطفال والأب.

كما جاء في تصريح مؤسس المركز القومي للسموم، أن العينات التي تم أخذها من الأطفال المتوفين تحتوي على تركيزات عالية من مادة كلور فينابير السامة، والتي تكون في بعض أنواع المبيدات الحشرية، وهذه المادة من المواد المميتة، وإنها ليست لها تحليل معين يكشفها، وليس لها ترياق متخصص في العالم، وأن هذه المادة لا تتأثر بالغليان، وأن الحالات المسجلة بالإصابة بها لا تتعدى أصابع اليد الواحدة.

بعد بيان أسباب الوفاة، اتجهت أصابع الاتهام إلى والدة الأطفال الستة، وضاقت عليها دائرة الشك، خاصة بعدما تلعثم لسانها، ويبدو أن ذلك كان بسبب حزنها وفاجعتها في أولادها الستة الذين رأتهم يموتون تباعا أمام عينيها دون أن تقدر أن تفعل لهم شيئا. تضاربت أقوالها أمام جهات التحقيق، وتسبب كلامها الغامض الغير مفهوم وشردها وعدم التركيز جعلت النيابة تأمر بإيداعها مستشفى العباسيين، وهو ما زاد من همسات الأهالي في اتهامها بالتسبب في موت أطفالها، وخاصة أنها الوحيدة الناجية.

نيابة أمرت عند أي داعى في مستشفى العباسية أمرت بإعداد تقرير بحالتها، وهل هي مسؤولة عن تصرفاتها من عدمه، حيث خضعت لفترة ملاحظة طبية وتم بعد ذلك التصريح بخروجها بعد ثبوت سلامتها.

التحقيقات استمرت وتم التحقيق مع الزوجة الثانية للأب المتوفي التي أنكرت أي صلة لها بما حدث. وبالاستماع إلى أقوال عم الأطفال قال إن أخيه رد زوجته الأولى ووالدة الأطفال الستة إلى عصمته من فترة قريبة بعد أن طلقها منذ عام ونصف نتيجة خلافات بينهما، بعد أن قرر الزواج بزوجته الثانية، وأن الزوجة الثانية بعد أن علمت بنية زوجها في رد زوجته الأولى إلى عصمته، صارت بينها وبينه خلافات برغم أنها كانت حامل في شهرها التاسع وفي انتظار ولادة مولودها الثاني.

ستمرت الأجهزة الأمنية والنيابة العامة في تحقيقاتها المكثفة لكشف غموض الحادث. ولاحظ القائمين بالتحقيق سلوك متناقض ومثير للشكوك أثناء التحقيقات التي تم إجراءها مع زوجة الأب. وبالفعل تم تضييق الخناق على زوجة الأب في التحقيقات حتى اعترفت بارتكابها للجريمة، حيث قالت في اعترافاتها أنها شعرت بأن الزوج يميل إلى زوجته التي ردها منذ فترة، وأنه سيهجرها نهائيا ويعود إلى حياته الأولى مع زوجته الأولى وأولاده، وأنها خافت على حياتها التي كانت مستقرة قبل أن يرد زوجها زوجته الأولى وعودة أجواء المودة بينهم، وأن مشاعر الغيرة ملأتها بعد أن رأت اجتماع الأب والأبناء وفرحتهم بعودة أمهم إلى أبيهم، حيث أيقنت أنه سوف ينفصل عنها بعد عودة زوجته الأولى إليه. أضافت أن الشيطان أغواها وزين لها أن تتخلص من الأولاد والأم حتى تحتفظ بزوجها، وأنها وضعت سم المبيد الحشري في الخبز الذي أعدته لهم. وكانت تظن أن الوالد لن يتناول الطعام معهم، ولكنها فوجئت به يتناول الطعام المسموم معهم ولم تستطع أن تمنعه حتى لا تنكشف جريمته.

بعد ذلك قامت النيابة باستدعاء أم الأطفال للاستماع إلى أقوالها، حيث حضرت إلى النيابة رغم سوء حالتها الصحية من مسقط رأسها بقرية الليل بمركز بيبا في محافظة بني سويف، حيث أكدت أنها رفضت تناول أي طعام أو مشروبات من المتهمة منذ حضورها للقرية قبل أشهر، وأخرها عدم تناول الخبز خوفا من قيامها بوضع السحر لها في الطعام أو الشراب بعد رد زوجها لها، وأنها لم تكن تتخيل أن تقوم بوضع السمر لهم.

تم إسدال الستار عن القضية بعد أن أصدرت وزارة الداخلية بيانا قالت فيه أنه أسفرت التحريات على أن زوجة الأب الثانية خلف ارتكاب الواقعة، حيث وضعت مادة سامة بخبز الطعام الذي تعدوه لأنجال زوجها، في إطار رغبتها في التخلص منه ووالدتهم لقيام زوجها برد الزوجة الأولى لعصمته مؤخرا، واعتقادا منها بأنه سوف ينفصل عنها. وبذلك أغلقت القضية التي تحولت إلى قضية رأي عام خلال الأسابيع السابقة تحت مسمى “قضية الموت الغامض”. تاركة أم الأطفال وحيدة في منزل أسرتها ببن سويف بعد 15 عاما من الزواج، خالية اليدين، تاركة خلفها منزلا تم تجميعه وذكرى زوج وستة أطفال قتلوا جميعا بدم بارد.

دي مش مجرد جريمة. دي مأساة إنسانية بتقول لنا أحيانا الشر بيظهر من أقرب الناس، وأحيانا الغيرة بتتحول لسم يقتل البراءة. قصة مأساة بدأت بإشاعة مرض وانتهت بكشف جريمة خططت لها يد من داخل البيت نفسه. مأساة كانت درسا قاسيا على أن الغيرة والحقد إذا تمكنوا من نفس الإنسان فقد يتحولوا إلى سم يقتل البراءة.

{“aigc_info”:{“aigc_label_type”:0,”source_info”:”dreamina”},”data”:{“os”:”web”,”product”:”dreamina”,”exportType”:”generation”,”pictureId”:”0″},”trace_info”:{“originItemId”:”7543557655219014965″}}

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top