فِي قَلْبِ الزَّمَالِكِ الرَّاقِي، حَيْثُ الْفَنُّ وَالْجَمَالُ يَلْتَقِيَانِ، جَرِيمَةٌ مُرَوِّعَةٌ هَزَّتِ الْأَوْسَاطَ الْفَنِّيَّةَ. فَنَّانَةٌ شَابَّةٌ، وَاعِدَةٌ وَمَفْعَمَةٌ بِالْأَحْلَامِ، وُجِدَتْ مَقْتُولَةً فِي شَقَّتِهَا، وَسَطَ ظُرُوفٍ يَكْتَنِفُهَا الْغُمُوضُ. مَنْ الْقَاتِلُ؟ وَمَا السَّبَبُ الَّذِي دَفَعَهُ لِارْتِكَابِ هَذِهِ الْجَرِيمَةِ الْبَشِعَةِ؟ أَسْرَارٌ مُذْهِلَةٌ وَخَفَايَا مُثِيرَةٌ تَنْتَظِرُكُمْ… لَا تُفَوِّتُوا تَفَاصِيلَ هَذِهِ الْقَضِيَّةِ الْغَامِضَةِ.
فِي حَيٍّ شَعْبِيٍّ صَغِيرٍ بِالْقَاهِرَةِ، وُلِدَتْ لَيْلَى فُؤَادُ ، الْفَتَاةُ الَّتِي حَلِمَتْ مُنْذُ صِغَرِهَا بِأَنْ تَكُونَ نَجْمَةً. نَشَأَتْ فِي أُسْرَةٍ مُتَوَاضِعَةٍ، وَلَكِنَّ وَالِدَتَهَا، الَّتِي كَانَتْ تُعْشِقُ السِّينِمَا وَالْغِنَاءَ، زَرَعَتْ فِيهَا حُبَّ الْفَنِّ.
فِي طُفُولَتِهَا، كَانَتْ لَيْلَى تُغَنِّي فِي الْمُنَاسَبَاتِ الْعَائِلِيَّةِ وَتُشَارِكُ فِي مَسْرَحِيَّاتٍ مَدْرَسِيَّةٍ صَغِيرَةٍ، مِمَّا لَفَتَ الْأَنْظَارَ إِلَى مَوْهِبَتِهَا.
وَفِي سِنِّ السَّابِعَةَ عَشْرَةَ، قَرَّرَتْ لَيْلَى أَنْ تُطَارِدَ أَحْلَامَهَا. الْتَحَقَتْ بِفِرْقَةٍ مَسْرَحِيَّةٍ مَحَلِّيَّةٍ، وَبَدَأَتْ تَلْفِتُ أَنْظَارَ الْمُخْرِجِينَ بِمَوْهِبَتِهَا الْفَرِيدَةِ وَجَمَالِهَا الْلَافِتِ.
كَانَتْ أَوَّلُ فُرْصَةٍ لَهَا عِنْدَمَا اخْتَارَهَا مُخْرِجٌ سِينِمَائِيٌّ شَابٌّ لِتُؤَدِّي دَوْرًا صَغِيرًا فِي فِيلْمٍ رُومَانْسِيٍّ. رَغْمَ صِغَرِ الدَّوْرِ، إِلَّا أَنَّ الْجُمْهُورَ وَالنُّقَّادَ أَشَادُوا بِأَدَائِهَا، وَبَدَأَ اسْمُهَا يَظْهَرُ فِي صَفَحَاتِ الْجَرَائِدِ الْفَنِّيَّةِ.
مَعَ مُرُورِ الْوَقْتِ، أَصْبَحَتْ لَيْلَى نَجْمَةً صَاعِدَةً فِي عَالَمِ السِّينِمَا الْمِصْرِيَّةِ. قَدَّمَتْ أَدْوَارًا رُومَانْسِيَّةً وَجَرِيئَةً لَاقَتْ اسْتِحْسَانَ الْجُمْهُورِ، وَأَصْبَحَتْ صُورَتُهَا تُزَيِّنُ أَغْلِفَةَ الْمَجَلَّاتِ.
لَكِنَّ مَعَ الشُّهْرَةِ، جَاءَتِ التَّعْقِيدَاتُ. عَالَمُ الْفَنِّ فِي خَمْسِينِيَّاتِ الْقَرْنِ الْمَاضِي لَمْ يَكُنْ سَهْلًا. كَانَ مَلِيئًا بِالصِّرَاعَاتِ، الْغِيرَةِ، وَالتَّحَالُفَاتِ الْخَفِيَّةِ.
زُمَلَاؤُهَا فِي الْوَسَطِ الْفَنِّيِّ كَانُوا يَنْقَسِمُونَ بَيْنَ مَنْ يُحِبُّونَهَا وَيُشَجِّعُونَهَا، وَمَنْ يَرَاهَا مُنَافِسًا يُهَدِّدُ مَكَانَتَهُمْ.
مِنْ بَيْنِ هَؤُلَاءِ، كَانَ هُنَاكَ الْمُنْتِجُ يُوسُفُ كَامِلُ ، رَجُلٌ نَافِذٌ فِي صِنَاعَةِ السِّينِمَا. يُوسُفُ، الَّذِي كَانَ مَعْرُوفًا بِنُفُوذِهِ وَعَلَاقَاتِهِ الْوَاسِعَةِ، أَبْدَى اهْتِمَامًا خَاصًّا بِلَيْلَى. عَرَضَ عَلَيْهَا عَقْدَ احْتِكَارٍ لِخَمْسِ سَنَوَاتٍ، يَضْمَنُ لَهَا أَدْوَارَ الْبُطُولَةِ فِي أَفْلَامِهِ مُقَابِلَ نِسْبَةٍ كَبِيرَةٍ مِنْ أَرْبَاحِهَا.
لَكِنَّ لَيْلَى، الَّتِي كَانَتْ تَسْعَى لِلِاسْتِقْلَالِ الْفَنِّيِّ، رَفَضَتِ الْعَرْضَ. هَذَا الْقَرَارُ أَشْعَلَ الْعِدَاءَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ يُوسُفَ، وَأَصْبَحَ بَيْنَهُمَا تَوَتُّرٌ عَلَنِيٌّ فِي الْوَسَطِ الْفَنِّيِّ.
فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ مِنْ شَهْرِ دِيسَمْبَرَ، كَانَتْ لَيْلَى تُحَضِّرُ حَفْلًا صَغِيرًا أَقَامَهُ أَحَدُ الْمُنْتِجِينَ فِي الزَّمَالِكِ. بَدَتْ مُشْرِقَةً وَجَذَّابَةً كَعَادَتِهَا، وَكَانَتْ تَتَحَدَّثُ مَعَ الْحَاضِرِينَ عَنْ مَشَارِيعِهَا الْفَنِّيَّةِ الْقَادِمَةِ.
لَكِنَّ مَا لَمْ يَعْرِفْهُ أَحَدٌ أَنَّ هَذِهِ اللَّيْلَةَ سَتَكُونُ الْأَخِيرَةَ فِي حَيَاتِهَا.
عَادَتْ لَيْلَى إِلَى شَقَّتِهَا حَوَالَي السَّاعَةِ الْحَادِيَةَ عَشْرَةَ مَسَاءً. شَقَّتُهَا، الْوَاقِعَةُ فِي الطَّابِقِ الثَّانِي مِنْ بِنَايَةٍ قَدِيمَةٍ، كَانَتْ هَادِئَةً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ.
لَكِنَّ حَوَالَيْ مُنْتَصَفِ اللَّيْلِ، بَدَأَ الْجِيرَانُ يَسْمَعُونَ أَصْوَاتَ شِجَارٍ مَكْتُومَةٍ قَادِمَةٍ مِنْ دَاخِلِ شَقَّتِهَا. لَمْ يُعِرْ أَحَدٌ الْأَمْرَ اهْتِمَامًا، ظَنًّا مِنْهُمْ أَنَّهَا رُبَّمَا كَانَتْ تَتَحَدَّثُ بِصَوْتٍ عَالٍ مَعَ أَحَدِ أَصْدِقَائِهَا.
فِي صَبَاحِ الْيَوْمِ التَّالِي، لَاحَظَتِ الْجَارَةُ، السَّيِّدَةُ أَمِينَةُ عَبْدُ الرَّازِقِ ، أَنَّ بَابَ شَقَّةِ لَيْلَى مَفْتُوحٌ قَلِيلًا. عِنْدَمَا طَرَقَتِ الْبَابَ وَلَمْ تَحْصُلْ عَلَى رَدٍّ، قَرَّرَتِ الدُّخُولَ.
هُنَاكَ، كَانَ الْمَشْهَدُ مُرَوِّعًا: لَيْلَى مُلْقَاةٌ عَلَى الْأَرْضِ فِي غُرْفَةِ الْمَعِيشَةِ، وَآثَارُ عُنْفٍ وَاضِحَةٌ عَلَى جَسَدِهَا. الْغُرْفَةُ كَانَتْ فِي حَالَةِ فَوْضَى، وَكَأَنَّ شِجَارًا قَدْ وَقَعَ.
لَكِنَّ الْأَمْرَ الْأَكْثَرَ غَرَابَةً هُوَ وُجُودُ زَهْرَةِ يَاسْمِينٍ مُوَضَّعَةٍ بِعِنَايَةٍ بِجَانِبِ الْجُثَّةِ، وَكَأَنَّهَا رِسَالَةٌ غَامِضَةٌ مِنَ الْقَاتِلِ.
عِنْدَمَا وَصَلَتِ الشُّرْطَةُ، بَدَأَتْ فِي تَفَحُّصِ الْمَكَانِ. لَمْ تَكُنْ هُنَاكَ أَيُّ عَلَامَاتِ اقْتِحَامٍ، مِمَّا يُشِيرُ إِلَى أَنَّ الْقَاتِلَ كَانَ شَخْصًا تَعْرِفُهُ لَيْلَى.
الْأَدِلَّةُ الْمَبْدَئِيَّةُ أَشَارَتْ إِلَى أَنَّ الْجَرِيمَةَ وَقَعَتْ بَيْنَ السَّاعَةِ الْحَادِيَةَ عَشْرَةَ مَسَاءً وَالثَّانِيَةِ صَبَاحًا.
تَوَلَّى التَّحْقِيقَ فِي الْقَضِيَّةِ الضَّابِطُ كَامِلُ رَؤُوفُ ، الَّذِي كَانَ مَشْهُورًا بِذَكَائِهِ وَقُدْرَتِهِ عَلَى فَكِّ أَلْغَازِ الْجَرَائِمِ الْمُعَقَّدَةِ.
بَدَأَ كَامِلُ بِاسْتِجْوَابِ الْجِيرَانِ وَالْمُقَرَّبِينَ مِنْ لَيْلَى. الْجَارَةُ أَكَّدَتْ أَنَّهَا سَمِعَتْ أَصْوَاتَ شِجَارٍ، بَيْنَمَا صَدِيقَتُهَا الْمُقَرَّبَةُ نَوَالُ شَوْقِي قَالَتْ إِنَّهَا تَحَدَّثَتْ مَعَ لَيْلَى قَبْلَ الْحَفْلِ، وَذَكَرَتْ أَنَّ لَيْلَى كَانَتْ تَشْعُرُ بِالْخَوْفِ مِنْ شَيْءٍ مَا لَكِنَّهَا لَمْ تُفْصِحْ عَنْ التَّفَاصِيلِ.
أَثْنَاءَ تَفْتِيشِ الشَّقَّةِ، عُثِرَ عَلَى رِسَالَةٍ غَامِضَةٍ مُخْتَبِئَةٍ دَاخِلَ أَحَدِ أَدْرَاجِ غُرْفَةِ النَّوْمِ. كَانَتِ الرِّسَالَةُ تَقُولُ: ‘لَيْلَى، سَتَدْفَعِينَ الثَّمَنَ قَرِيبًا’.
الرِّسَالَةُ أَثَارَتِ الشُّكُوكَ حَوْلَ وُجُودِ شَخْصٍ كَانَ يُحَاوِلُ تَهْدِيدَهَا قَبْلَ الْجَرِيمَةِ.
بَعْدَ أَسَابِيعَ طَوِيلَةٍ مِنَ التَّحْقِيقَاتِ الْمُكَثَّفَةِ، بَدَتِ الْأَدِلَّةُ وَاضِحَةً فِي تَوْجِيهِ أَصَابِعِ الِاتِّهَامِ نَحْوَ الْمُنْتِجِ يُوسُفَ كَامِلَ.
الشُّهُودُ أَكَّدُوا أَنَّهُ كَانَ غَاضِبًا بِشَكْلٍ غَيْرِ مَسْبُوقٍ بِسَبَبِ رَفْضِ لَيْلَى لِعَقْدِ الِاحْتِكَارِ، وَأَنَّهُ قَدْ أَطْلَقَ تَهْدِيدَاتٍ مُبَطَّنَةٍ تُجَاهَهَا فِي أَكْثَرِ مِنْ مُنَاسَبَةٍ.
الدَّلِيلُ الْأَبْرَزُ كَانَ بَصْمَةَ يَدٍ عَلَى كُوبِ شَايٍ وُجِدَ دَاخِلَ شَقَّتِهَا فِي اللَّيْلَةِ الْمَشْؤُومَةِ، مِمَّا أَثْبَتَ وُجُودَهُ فِي مَوْقِعِ الْجَرِيمَةِ.
تَمَّ تَقْدِيمُ يُوسُفَ لِلْمُحَاكَمَةِ عَلَى أَنَّهُ الْمُشْتَبَهُ الرَّئِيسِيُّ فِي الْقَضِيَّةِ. التَّغْطِيَةُ الْإِعْلَامِيَّةُ كَانَتْ وَاسِعَةً، وَالْجُمْهُورُ كَانَ يُتَابِعُ كُلَّ خُطْوَةٍ مِنَ الْمُحَاكَمَةِ.
لَكِنْ أَثْنَاءَ الْجَلَسَاتِ، ظَهَرَتْ نُقْطَةٌ حَاسِمَةٌ غَيَّرَتْ مَسَارَ الْقَضِيَّةِ بِالْكَامِلِ. أَثْنَاءَ مُرَاجَعَةِ الْأَدِلَّةِ الْجِنَائِيَّةِ مَرَّةً أُخْرَى، تَمَّ الْعُثُورُ عَلَى بَصْمَةٍ غَيْرِ مُتَطَابِقَةٍ وُجِدَتْ عَلَى دُرْجِ مَكْتَبِ لَيْلَى فِي غُرْفَةِ نَوْمِهَا.
هَذِهِ الْبَصْمَةُ لَمْ تَكُنْ تَعُودُ لِيُوسُفَ وَلَا لِشَرِيفَ، بَلْ كَانَتْ لِشَخْصٍ لَمْ يَكُنْ فِي دَائِرَةِ الِاشْتِبَاهِ مُنْذُ الْبِدَايَةِ.
هَذَا الِاكْتِشَافُ الْمُفَاجِئُ دَفَعَ فَرِيقَ التَّحْقِيقَاتِ إِلَى مُرَاجَعَةِ قَائِمَةِ الْأَشْخَاصِ الَّذِينَ زَارُوا لَيْلَى فِي الْأُسَابِيعِ الْأَخِيرَةِ. هُنَا، بَرَزَ اسْمٌ غَيْرُ مُتَوَقَّعٍ: نَوَالُ شَوْقِي ، صَدِيقَتُهَا الْمُقَرَّبَةُ، الَّتِي كَانَتْ دَائِمًا بِجَانِبِهَا.
نَوَالُ، الَّتِي كَانَتْ تُعْتَبَرُ وَاحِدَةً مِنْ أَقْرَبِ أَصْدِقَاءِ لَيْلَى فِي الْوَسَطِ الْفَنِّيِّ، اسْتُدْعِيَتْ لِلِاسْتِجْوَابِ مَرَّةً أُخْرَى. فِي الْبِدَايَةِ، نَفَتْ أَيَّ عِلَاقَةٍ بِالْجَرِيمَةِ، وَلَكِنَّهَا اِنْهَارَتْ تَحْتَ الضَّغْطِ وَاعْتَرَفَتْ بِأَنَّهَا كَانَتْ فِي الشَّقَّةِ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي قُتِلَتْ فِيهَا لَيْلَى.
نَوَالُ كَشَفَتْ عَنْ دَوَافِعِهَا الْمُرَوِّعَةِ: الْغَيْرَةُ . كَانَتْ تَرَى أَنَّ لَيْلَى قَدْ خَطَفَتْ الْأَضْوَاءَ مِنْهَا، وَأَنَّ كُلَّ الْفُرَصِ الَّتِي تَسْتَحِقُّهَا كَانَتْ تَذْهَبُ إِلَى لَيْلَى.
فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ، ذَهَبَتْ نَوَالُ إِلَى شَقَّةِ لَيْلَى بِحُجَّةِ التَّحَدُّثِ مَعَهَا حَوْلَ دَوْرٍ جَدِيدٍ. لَكِنَّ النِّقَاشَ تَصَاعَدَ إِلَى شِجَارٍ عَنِيفٍ، وَانْتَهَى بِطَعْنِ لَيْلَى بِسِكِّينِ الْمَطْبَخِ.
زَهْرَةُ الْيَاسْمِينِ الَّتِي وُجِدَتْ بِجَانِبِ الْجُثَّةِ؟ كَانَتْ مُحَاوَلَةً مِنْ نَوَالَ لِجَعْلِ الْجَرِيمَةِ تَبْدُو وَكَأَنَّهَا تَوْقِيعٌ غَامِضٌ مِنْ قَاتِلٍ مُحْتَرِفٍ، لِإِبْعَادِ الشُّكُوكِ عَنْهَا.
فِي نِهَايَةِ الْمُحَاكَمَةِ، اعْتَرَفَتْ نَوَالُ بِكُلِّ شَيْءٍ. حُكِمَ عَلَيْهَا بِالسِّجْنِ الْمُؤَبَّدِ بِتُهْمَةِ الْقَتْلِ الْعَمْدِ، بَيْنَمَا تَمَّ تَبْرِئَةُ يُوسُفَ كَامِلَ وَشَرِيفَ مَنْصُورَ مِنَ الْجَرِيمَةِ.
هَذِهِ الْمُفَاجَأَةُ صَدَمَتِ الْجَمِيعَ، حَيْثُ تَحَوَّلَتِ الْقِصَّةُ مِنْ مُؤَامَرَةٍ احْتِرَافِيَّةٍ إِلَى مَأْسَاةٍ شَخْصِيَّةٍ نَاتِجَةٍ عَنْ الْغَيْرَةِ وَالطُّمُوحِ الْمُدَمِّرِ.
الْقَضِيَّةُ أُغْلِقَتْ رَسْمِيًّا، وَلَكِنَّ جَرِيمَةَ قَتْلِ لَيْلَى فُؤَادَ بَقِيَتْ فِي ذَاكِرَةِ الْجَمِيعِ كَوَاحِدَةٍ مِنْ أَكْثَرِ الْجَرَائِمِ إِثَارَةً لِلدَّهْشَةِ فِي تَارِيخِ الزَّمَالِكِ. شَقَّتُهَا فِي ذَلِكَ الْمَبْنَى الْهَادِئِ أَصْبَحَتْ رَمْزًا لِلْأَسْرَارِ الَّتِي تُخْفِيهَا حَيَاةُ الشُّهْرَةِ وَالْبَرِيقِ.
بَيْنَمَا يَعْبُرُ الزَّمَانُ وَتَخْفُتُ الْأَضْوَاءُ عَنْ هَذِهِ الْقَضِيَّةِ، يَبْقَى السُّؤَالُ دَائِمًا: مَا الَّذِي يَدْفَعُ شَخْصًا لِارْتِكَابِ جَرِيمَةٍ كَهَذِهِ؟ الطُّمُوحُ؟ الْغَيْرَةُ؟ أَمْ شَيْءٌ أَعْمَقُ؟
قَضِيَّةُ لَيْلَى فُؤَادَ لَيْسَتْ مُجَرَّدَ جَرِيمَةٍ عَادِيَّةٍ، بَلْ هِيَ تَذْكِيرٌ بِأَنَّ الْغُمُوضَ يُمْكِنُ أَنْ يُخْفِيَ نَفْسَهُ فِي أَقْرَبِ الْعَلَاقَاتِ وَأَكْثَرِهَا وُضُوحًا.