جريمة قتل غامضة داخل فندق شيبرد

جريمة قتل غامضة داخل فندق شيبرد

في قلب مدينةٍ صغيرة، داخل فندق شيبرد الفاخر، تم العثور على جثة لامرأة شابة، مقتولة بطريقة مروعة. لا شهود، ولا أدلة، ولا إجابات. كل شيء يشير إلى أن القاتل لا يزال بيننا، يتنكر في ثياب الضيوف. ما السر وراء الجريمة؟ وهل ستظل هذه الحادثة لغزًا أزليًا؟

12 يناير 1987، كانت البداية لمأساة لا تُنسى.
كان فندق شيبرد في تلك الليلة من يناير عام 1987، مركزًا للإثارة والثراء. فندق فاخر يقع في حي هادئ في مدينة لا يعرفها كثيرون خارج دائرة المقيمين في المنطقة. تُحيط به الأسوار العالية، ويعكس جدرانه الأنيقة تاريخًا طويلًا من الفخامة والمستوى الرفيع. لكن تلك الليلة كانت تختلف عن كل الليالي السابقة.

في الساعة العاشرة مساءً، وبعد أن أغلق الفندق أبوابه أمام الزوار، عُثر على جثة امرأة شابة تُدعى إلين سميث في غرفة 212، غارقة في دمائها. كانت الجريمة مروعة، ولم يكن هناك أي أدلة واضحة تشير إلى القاتل. لكن ما أثار القلق هو أن الغرفة كانت مغلقة من الداخل، كما لو كان القاتل قد اختفى في الهواء. لا آثار لكسر أو عنف في الأبواب أو النوافذ.

كانت إلين قد جاءت إلى الفندق بمفردها في اليوم نفسه، مُعتمدة على الحجوزات التي تمت عبر الهاتف. لم تكن مشهورة أو معروفة بين الضيوف الدائمين في الفندق، وكان من الصعب تحديد ما إذا كانت ضحية لعملية انتقام أو جريمة قتل عشوائية.

لكن الغموض لا يتوقف هنا.

أثناء التحقيق، اكتشف المحقق إدوارد هيلي ، المسؤول عن القضية، سلسلة من الأدلة الغريبة التي أربكته. أولاً، وجد رسالة غامضة في غرفة إلين ، مكتوبة بخط يد غير معروف، تقول:
> “أنتى في المكان الخطأ، والوقت غير المناسب. لا تستطيعين الهروب.”

ثم، ظهر شاهِد جديد: جون كرامر ، نادل في الفندق، الذي زعم أنه رأى رجلًا غريبًا يدخل إلى الفندق في نفس الليلة، يحمل حقيبة كبيرة. لكنه لم يستطع تحديد هوية هذا الرجل أو كيف اختفى بعد مرور دقائق فقط.

في خلال الأيام التالية، تكثفت المطاردة للعثور على القاتل، ولكن القصة بدأت تأخذ منحى مختلفًا. في اليوم التالي، تم العثور على رسالة أخرى مُرمّزة خلف لوحة فنية في أحد ممرات الفندق. كان يبدو أن القاتل قد ترك آثارًا خلفه عمدًا، ولكنه لم يكن في عجلة من أمره. كما لو كان يستمتع بتعقيد الأمور. الرسالة كانت تقول:
لا تظنوا أنني انتهيت، بل بدأ الفصل الأكثر إثارة.

ومع كل يوم، كانت التلميحات تصبح أكثر إرباكًا.

بدأ المحقق هيلي يشتبه في أن الجريمة كانت جزءًا من سلسلة جرائم أكثر تعقيدًا. بينما كانت الشرطة تجمع الأدلة، اكتشفوا شيئًا غير متوقع في سجلات الفندق: العديد من الضيوف الذين كانوا قد زاروا الفندق في الأشهر الأخيرة اختفوا بشكل غريب، دون أن يُعثر لهم على أثر. لكن كيف يتصل هؤلاء الضيوف ببعضهم البعض؟ وما الرابط بين جميعهم؟

كما بدأ هيلي يكتشف روابط مخفية بين إلين وأحد نزلاء الفندق المميزين، ويليام فورتيس ، رجل أعمال ثري يبدو أنه كان له ماضٍ معقد ومريب. كان فورتيس يملك بعض المعلومات السرية حول الفندق، وكان معروفًا بتورطه في علاقات مشبوهة مع رجال أعمال آخرين.

وبينما بدأت الأدلة تتراكم، تغيرت كل المعطيات. هناك شيء ما وراء الجريمة أكبر من مجرد القتل العادي. كان هناك من يراقب الجميع داخل الفندق، ومن الواضح أن القاتل كان يخطط لتحويل هذا الفندق إلى مكان للغموض والدماء.

لكن هل كان القاتل هو **ويليام فورتيس**؟ أم أن هناك شخصًا آخر خلف الستار؟ ماذا إذا كانت **إلين سميث** نفسها جزءًا من المؤامرة، وما دورها في هذا كله؟

وفي اللحظة التي ظن فيها الجميع أنهم اقتربوا من حل الجريمة، اكتشفوا أن القاتل قد خطط لشيء أكثر إثارة وغموضًا.

كانت حادثة شيبرد أكثر من مجرد جريمة قتل. كانت حربًا خفية بين القويّين، وشبكة من الأسرار التي من الصعب فكّها.

في النهاية، كان السؤال الذي يشغل الجميع:
هل سيظل القاتل في الظلام؟ أم أن المجهول سيُكشف قريبًا؟

بينما كان المحقق إدوارد هيلي وفريقه يواصلون تحقيقاتهم، ظهر عنصر جديد يعمّق الغموض. خلال البحث في أرشيف الفندق، تم العثور على سلسلة من الشكاوى القديمة التي تشير إلى ظواهر غريبة تحدث في الطابق السادس، حيث وقعت الجريمة. أصوات خطوات ليلية، أبواب تُغلق دون سبب، وظلال تظهر في الكاميرات ثم تختفي. بدا الأمر وكأن الفندق نفسه يخفي سرًا دفينًا.

ثم ظهرت مفاجأة جديدة: إحدى الكاميرات المثبتة في الممر خارج غرفة إلين ، والتي كان يُعتقد أنها معطلة، التقطت صورة ضبابية لرجل يقف أمام باب الغرفة، مرتديًا معطفًا طويلًا وقبعة سوداء. الصورة كانت مشوَّشة، لكن ملامح الرجل كانت تكشف عن ابتسامة غامضة، كأنه يعرف أنه يُراقب.

بدأ المحقق هيلي في جمع الخيوط المبعثرة. كان من الواضح أن هذه ليست جريمة قتل عشوائية، بل جزء من خطة أكبر. عند تفتيش غرفة إلين مرة أخرى، عُثر على فتحة تهوية صغيرة خلف الأريكة، تؤدي إلى ممر مخفي بين الجدران. كان الممر ممتدًا عبر الطابق السادس بالكامل، يسمح لشخص ما بالتنقل بين الغرف دون أن يراه أحد.

لكن الصدمة الأكبر كانت العثور على دفتر صغير مخبّأ داخل الفتحة. في الصفحات الأولى، كان هناك رسومات غامضة لرموز غريبة، وفي الصفحات الأخيرة، تدوينات بخط يد أنثوي. الكلمات المكتوبة كانت مليئة بالخوف والتشويش:
إنهم يراقبونني… لقد وجدت ما لم يكن عليّ رؤيته… إذا حدث لي شيء، فهو بسبب الغرفة 212.

مع تصاعد الضغوط، قرر هيلي تنظيم استجواب موسع لجميع النزلاء والموظفين داخل الفندق. وبينما كان التحقيق يسير ببطء، اختفى أحد الشهود الرئيسيين: جون كرامر ، النادل الذي أشار في البداية إلى وجود رجل غريب. عُثر على غرفته فارغة، وترك وراءه رسالة مكتوبة على مرآة الحمام باستخدام أحمر الشفاه:
الغرفة 212 ليست مجرد غرفة .

مع اختفاء كرامر، أدرك هيلي أن القاتل يحاول إخراج اللعبة عن السيطرة. أثناء البحث عن كرامر، تم العثور على أدلة جديدة تشير إلى أن أحد الموظفين القدامى للفندق، ريتشارد غراي ، كان له صلة غامضة بالقضية. غراي كان المدير السابق للفندق، وقد اختفى قبل عشر سنوات بعد تورطه في قضية فساد مالي. الغريب أن جميع السجلات المتعلقة بـ غراي كانت مختفية، وكأن أحدهم أراد محو وجوده تمامًا.

لكن هيلي لم يتوقف هنا. استجوب أحد العمال القدامى، الذي كشف سرًا مروعًا: الطابق السادس كان يستخدم قديمًا كغرف اجتماعات سرية لشخصيات نافذة. الغرفة 212 بالتحديد كانت مكانًا لاجتماعات غير قانونية وصفقات مشبوهة. يبدو أن القاتل يعرف عن هذا الماضي، وكان يستخدم الغرفة لإرسال رسالة.

في الليلة الأخيرة من التحقيق، تلقى هيلي مكالمة مجهولة المصدر. الصوت على الطرف الآخر كان يقول:
إذا أردت الحقيقة، تعال وحدك إلى الغرفة 212، الليلة في منتصف الليل .

كان هذا فخًا واضحًا، لكن هيلي قرر المخاطرة. مع فريقه في الانتظار بالخارج، دخل الغرفة وحده. كان الجو ثقيلًا، والظلام يلف المكان. على الطاولة، وُضعت شمعة واحدة مضاءة، وإلى جانبها دفتر جديد. عندما فتحه، وجد رسالة مكتوبة بخط كبير:
الماضي لا يموت. أنت التالي .

فجأة، أُطفئت الشمعة، وأغلقت الأبواب بعنف. كان هناك صوت خطوات قادم من الممر، وصوت همس غير مفهوم. لكن هيلي لم يكن خائفًا. أضاء المصباح الذي كان يحمله، ليرى أمامه الرجل الغامض ذو المعطف الطويل والقبعة السوداء.

كانت المواجهة سريعة. الرجل حاول الهروب عبر الفتحة المخفية، لكن هيلي كان قد أغلق جميع الممرات السرية. بعد مطاردة قصيرة داخل الفندق، تمكن فريق الشرطة من الإمساك به.

بعد اعتقال الرجل، تبين أنه ريتشارد غراي ، المدير السابق للفندق. اعترف أنه كان يستخدم الفندق لسنوات لتنفيذ مخططات ابتزاز وجرائم سرية. كان يعرف كل ممر مخفي وكل ثغرة في تصميم الفندق. أما إلين ، فكانت صحفية استقصائية، وصلت إلى معلومات خطيرة عن ماضي الفندق، ولهذا أصبحت هدفًا.

لكن المفاجأة الأخيرة كانت عندما تم فتح ملفات غراي لم يكن يعمل وحده. كان هناك شبكة كاملة من المتورطين، تضم رجال أعمال وشخصيات سياسية نافذة. اعتقاله كان البداية فقط.

رغم ذلك، بقيت بعض الأسئلة بلا إجابة:
من أرسل الرسائل؟ وكيف عرفوا بخبايا الفندق؟ وما هي الأسرار الأخرى التي دفنتها جدران الفندق؟

حادثة شيبرد لم تكن مجرد جريمة قتل. كانت مرآةً تُظهر كيف يمكن للسلطة والفساد أن يخفيان أسرارًا مميتة. وبينما أُغلق ملف القضية رسميًا، بقي الفندق شاهدًا صامتًا على الأسرار التي دفنت داخله .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top